صدق الله العظيم الجواب: الشي الذي لا يتنفس ولا روح له وقد ذكر في القرآن : هو الصبح في قوله تعالى “وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ(17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ(18)” – سورة التكوير
وبذلك يكون ذكر الله سبحانه وتعالى للصبح الذي يتنفس ، وهو ما يدل على الإعجاز القرآني في هذا القول .
” والمراد بقوله تعالى : “و الصبح إذا تنفس” إدبار الليل . وقيل: المراد بها إقبال الليل: و هو بعيد لما عرفت .قال تعالى : “و الصبح إذا تنفس” أي عطف على الخنس ، وقوله “إذا تنفس” قيد للصبح ، و كذلك عد الصبح متنفسا ، وهذا بسبب انبساط ضوئه على الأفق ، و دفعه الظلمة التي غشيته نوع من الاستعارة بتشبيه الصبح ، و قد طلع بعد غشيان الظلام للآفاق ، بمن أحاطت به متاعب أعمال شاقة ثم وجد خلاء من الزمان فاستراح فيه ، و تنفس ، فعد إضاءته للأفق تنفسا منه كذا يستفاد من بعضهم” . أما الزمخشري فقد ذكر فيه وجها آخر فقال في الكشاف : ” فإن قلت: ما معنى تنفس الصبح؟ قلت: إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح و نسيم فجعل ذلك نفسا له على المجاز” .
سبحان الله ، فإن القرآن الكريم هو إعجاز ، فيقول وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ثم يقول وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ، وكأن يوضح الصبح من وطأة ظلمة الليل ، ثم يبدأ بالتنفس ، وكأنه كان مخموداً لأنفاسه . كما يعطينا هذا التعبير في معنى إشراق الضوء وبدأ النهار ، مما يمنحنا الهواء النقي للتنفس ، حيث يخرج غاز ثاني اكسيد الكربون في الليل من الخضروات والأشجار ثم تنتج النباتات في الصبح لغاز الأكسجين النافع للتنفس ، ليبدأن الكون في الصبح في التنفس