قصة حقيقيه حصلت بالفعل بعد ليلة زواج زوجي
بعد عشر سنوات من المعاناة والتضحيات في سبيل الإنجاب، أقدمتُ بقلب ينبض بالألم على قرارٍ صعب: السماح لزوجي بالزواج من امرأة أخرى. وعلى الرغم من وعوده بأنني سأظل الوحيدة في قلبه، لم يكن ذلك يخفف من شدة الألم الذي انتابني.
عبرت دموعي على خدي وأنا أتابع تفاصيل حفل زفاف زوجي وشهر العسل مع زوجته الجديدة. فالعريس ليس سوى ذلك الرجل الذي عشت معه عشر سنوات من الأفراح والأحزان، والذي كان يُشاركني أحلامي وآمالي.
ليلة زواجهما، عاشت نفسي في حيرة وجنون، فقلبي يتساءل پألم: ماذا يفعل الآن؟ هل يستمتع بوقته معها؟ هل لا يزال يذكرني؟ على الجانب الآخر، توجه العروسان إلى مكانٍ رومانسي على الشاطئ للاستمتاع بشهر العسل.
أما أنا، فظللتُ مع والدتي وأهلي وقلبي ېنزف حزنًا وينادي بالصبر. كان هذا هو قدري الذي اختاره لي القدر.. قدرٌ يجبرني على التحلي بالصبر والرضا بما كتب لي. إذن، هل هناك أمل في الأفق لإعادة قلب زوجي وحياتي المليئة بالحب والأمان؟ فقط الزمن سيُحدد ذلك.
بعد أيام قليلة من عودة العريس مِن شهر العسل المليء بالسرور، قدم لي تعليمات جديدة تتعلق بتقسيم الوقت بينَّا: ليلة معي وليلة معها. ومع مرور الوقت وإنجابها لطفلهما الأول، تغيَّرت الأمور لتصبح ليلة معي وأسبوع معها بينما كنتُ وحيدةً، تنقلت بين منزلي ومنزل أهلي وصديقاتي، أتحدث عن إهماله وعدم اكتراثه لمشاعري.
جلستُ لأفكر بعمق وأسأل نفسي: هل هذه هي الحياة التي أصبو إليها؟ هل يجب أن أعيش على الهامش وأقضي ما تبقى من عمري في انتظار دوري؟
ألا يوجد لي دور آخر في هذه الحياة؟ هل أُنشِئَت لأكون مكانًا هادئًا يلجأ إليه زوجي عندما يتعب من ضجيج الأولاد وأمهم؟ هل هذا هو الغرض الذي خلقني الله من أجله؟
كنتُ قد ورثت عن والدتي وجدتي موهبة التطريز الفلاحي، ولم يكن هناك ركن في منزلي لا يحمل بصمة عملي المتقن.
ربما كان الوقت قد حان للبحث عن هدف آخر في الحياة، واستغلال موهبتي وتقديرها لتحقيق ذاتي وإيجاد مكانتي في هذا العالم، بعيدًا عن الحياة المُظلمة والتي أرغب في تغييرها.
أشارت لي جارتي إلى سيدة أعمال معروفة تخطط لإطلاق مشروع يعمل على توظيف ربات البيوت في مجال التطريز التراثي الشهير في بلدنا. كانت السيدة مغتربة ترغب في بدء مشروع ربحي جديد يساعد الأسر المتعففة على الإنتاج والعمل، وتتولى هي تسويق المنتجات في بلد إقامتها.
كانت تبحث عن شخص يتولى الإشراف على العمل والتطريز وشراء المواد الخام والتفصيل. وهذا بالضبط ما كنت أتقنه وأبدع فيه. عملت بجد واجتهاد، حيث كنت أقوم بالتطريز ليلًا والإشراف على السيدات نهارًا.
أقامت السيدة أول معرض لنا في الخارج ونال إعجاب الحضور. بدأت أربح ما يكفيني ويزيد، وبعد مرور ثلاث سنوات على بدء المشروع، أصبحت شريكة فيه بنسبة 40%.