كان هناك ساق اسمه محمد، يبيع الماء للناس وهو يتجول بجرته الطينية في الأسواق
جاء يوم وسأل الملك وزيره عن سبب وضع محمد للثام فقال الوزير أخاف يا سيدي إن أخبرتك قطعت رأسي. فقال الملك لك ماء الرجل الأمان فقل ما عندك. قال الوزير لقد اشتكى محمد الساقي من رائحة فمك الكريهة يا سيدي.
أرعد الملك وأزبد وذهب عند زوجته فأخبرها. قالت من سولت له نفسه قول هذا غدا يقطع رأسه ليكون عبرة لمن سولت له نفسه الانتقاص منك. قال لها ونعم الرأي. وفي الغد استدعى الملك الجلاد
حضر الساقي إلى القصر كعادته في الصباح وقام بتوزيع الماء وحين حان موعد عودته إلى بيته أعطاه الملك باقة ورد هدية له وعنسائل احمرا هم الساقي بالخروج التقى بالوزير الذي قال له من أعطاك هذه الورود قال محمد الملك. فقال له الوزير أعطني إياها فأنا أحق بها منك. فأعطاه الساقي الباقة وانصرف وعنسائل احمرا خرج الوزير رآه الجلاد تنجبا باقة ورد فقطع رأسه.
وزيرك يا سيدي أنك تشتكي من رائحة فمي الكريهة وأمرني بوضع لثام على فمي كي لا تتأذى.
سأله الملك مرة أخرى وباقة الورد التي أعطيتك إياهاقال محمد أخذها الوزير فقد قال إنه هو أحق بها ماء الرجل. فابتاشياء مضرة الملك وقال حقا هو أحق بها منك وحسن النية مع الضغينة لا يلتقيان.
مطالبك من حيث لا تعلم صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء فسعادة الآخرين لن تؤخذ من سعادتك وغناهم لن ينقص من رزقك وصحتهم لن تسلبك عافيتك واجتماعاتهم بأحبتهم لن يفقدك أحبابك. فلتكن الشخص الذي يمتلك النية الطيبة دوما.