من القرآن ما شاء ويدعو بما شاء من غير أن يجعل تحديد ذلك سنة أو يستند إلى أخبار غير صحيح
فالأصل أن قراءة القرآن قربة من القربات. ويستحب أن يتوسل إلى الله تعالى بين يدي الدعاء بما أمكن من القربات. وفي الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا رجل يصلى يدعو يقول اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ورواه أصحاب السنن أيضا.
قال ابن القيم في الصواعق المرسلة وكان اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين آية الكرسي وفاتحة آل عمران. انتهى. وفي الترمذي عن أسماء بنت يزيد عنه صلى الله عليه وسلم اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة آل عمران ألم الله .. إلى آخر الآية. ورواه ابن ماجه أيضا وفيه أيضا رواية أخرى عن القاسم أن القاسم بن محمد قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث البقرة وآل عمران وطه. وأكثر الاحاديث تدل على أنه في سور في البقرة وآل عمران. ولم يذكر العلماء أن اسم الله الأعظم في سورة الفاتحة مع أنها أم القرآن. وأما دعوة ذي النون فإن الأخبار فيها صحيحة روى النسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم أو أحدثكم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من الدنيا دعا به فقيل له بلى فقال دعاء ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وقد وردت أدعية مأثورة لدفع الهم والحزن ذكرناها في الفتوى رقم 16946 . وما ذكر عن سعيد بن جبير قد ذكره القرطبي في تفسيره. وكذلك ما ذكرت عن بعض العارفين فإنه داخل في التوسل إلى الله بالطاعات لأن قراءة القرآن أجلها. وخلاصة القول أن قراءة القرآن ودعاء الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات لكن تحديد هذه السور وعدد المرات التي
تقرأ فيها لهذه المهمات لم نجد له مستندا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذ لا يثبت فضل قراءة سورة معينة بعدد معين لغرض مخصوص إلا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم.وأما صلاة الحاجة فقد رواها الترمذي وابن ماجة وغيرهما وقد سبق بيان كيفيتها في الفتوى رقم . والله أعلم