قصة واقعية حدثت في سورية

موقع أيام نيوز

قصة واقعية حدثت في سوريا

ڠضبت ابنتي من زوجها وجاءت لتقيم معي هي وابنتها الصغيرة. في كل مرة كانت تترك بيت زوجها، كنت أقول لها إنه لا يجوز أن تترك منزلها وأساعدها على العودة. لكن هذه المرة، رفضت العودة، وعندما أخبرتني بما حدث، علمت أن الحق على زوجها. فقلت لها: “معليش يا بنتي، يبقى زوجك وأبو بنتك، سأعيدك إليه بنفسي”، رغم أنه لم يتصل ولو لمرة واحدة ليسأل على الأقل عن ابنته.

أخذت ابنتي وذهبنا إلى بيتها. خرجت ابنتي قبلي وطرقت الباب، وعندما فتح زوجها الباب، قال لها فورًا: “لو أهلك كانوا يطعمونك لما أعادوكي إلي.” في تلك اللحظة، شعرت وكأن كلماته نزلت علي كالصاعقة وتجمدت في مكاني. ثم نظر إلي زوجها بدهشة وقال بخجل: “أهلًا عمي.”

أنا، والله، معنا نطعمها، لكنك يا صهري لا تبدو قادرًا على تحمل مسؤولية النساء. الآن معي، أطعم بنتي وبنتك، ولكن عندما لا يبقى معي مال يكفي، سأعيدها لك.

أخذت ابنتي وغادرت، ودموعي تملأ عيني من القهر لأنهم فسروا احترامنا وحرصنا على عدم ټدمير حياة بناتنا كضعف وقلة حيلة.

أبقيت ابنتي وحفيدتي عندي وقلت لها: “سأقطع من لحمي لأطعمك أنت وبنتك، لا أريدك أن تقلقي بشأن أي شيء.”

بنتي قالت لي: “يا بابا، دائمًا يعايرني بفقرنا، رغم أنه عندما تزوجني كان فقيرًا، وعندما رزقه الله، أصبحت حياتنا إهـانات وذل، لكني لم أخبركم لكي لا تحزنوا.”

دخلت غرفتي وأنا مقهور، وخفت أن أكون قد اتخذت القرار الخاطئ ودمـرت حياة ابنتي، فبدأت أدعو الله أن يجبر خاطرها ويختار لها الخير. مرت الأيام وشعرت أن الله يرزقني ويبارك لي في مالي.

اتصل بي صهري وسألني متى ستعود ابنته إلى بيتها. كنت أرد عليه بجملة واحدة: “لسا معي طعميها وطعمي بنتك.”

بدأ يهـددني بالطلاق، وكنت أرد عليه: “بالناقص.”

سبحان الله، شعرت بالقوة وأن الله سينصف هذه البنت. وفي يوم من الأيام، أرسل زوجها ورقة الطلاق. ابنتي حزنت وانقـهرت بسبب ابنتها، فقلت لها: “ربك سيختار لك الخير.”

مضت الأيام، وربنا رزقني أكثر وأكثر لأن ابنتي كانت دائمًا تدعو لي وتقول: “الله يرزقك بحسنتنا”، حتى بدأت أؤمن أن وجودها في بيتي هو بركة من الله، وأن رزقي يأتي بسببها. وخصوصًا أن طليقها تدهورت أحواله بعد أن طلـقها.

بعد مرور سنة، تقدم لابنتي شاب من عائلة محترمة، يتمتع بأخلاق عالية ووضع مادي جيد، وقبل أن تسكن ابنتها معها. شعرت بسعادة غامرة لأن الله استجاب لدعائي.

تزوجت ابنتي، ومرت الأيام والسنين، لكنها عادت لي مرة أخرى بسبب مشكلة بينها وبين زوجها. عندما أخبرتني بما حدث، علمت أن الحق عليها. فقلت لها: “يالله، سأخذك إلى زوجك.”

أخذتها، وقلبي ينبض بشدة خوفًا من سماع نفس الكلمات التي سمعتها منذ سنوات. قلت لابنتي: “اسبقيني ودقي الباب.” نظرت إلي وقالت: “معليش، بابا، سأذهب وحدي.” لكنني أصررت على موقفي.

دقت ابنتي الباب، وعندما فتح زوجها الباب، قال لها: “بتعرفي أن البيت مو حلو من دونك.” ثم نظر إلي وقال: “يا عمي، أنت جايبها بنفسك؟ والله فضلت على راسي. 

في تلك اللحظة، بدأت أبكي ودمـوعي تنهمر كالأنهار. استغرب صهري وسألني: “عمي، فيك شي؟”

قلت له وصوتي يغص من البكاء: “أنا الآن اطمأننت على بنتي، وسأمـوت وأنا مرتاح ومبسوط. الله يجبر بخاطرك كما جبرت بخاطري.”

تم نسخ الرابط