ما هي الحوايا في قول الله عز وجل “وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا ؟”

موقع أيام نيوز

الله وأخذ الربا وأكل أموال الناس بالباطل وما دام اليهود قد أدخلوا على أنفسهم أشياء ليست لهم فالتشريع يسلب
منهم أشياء كانت حقا لهم.
وكان اليهود في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبون ألا يشاع عنهم هذا الأمر فقالوا إن هذا الطعام محرم على بني إسرائيل. وبعد ذلك وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا اللون من الطعام حلال في التوراة فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر الذي فضحهم.
ولماذا تجيء هذه الآية بعد قوله الحق في الآية السابقة لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ونحن نعرف أن آية لن تنالوا البر قد جاءت بعد آية توضح النفقة غير المقبولة من الله. ولنذكر ما قلناه أولا عن تداعي المعاني في الملكات الإنسانية إن في النفس الإنسانية ملكة تستقبل فتتحرك ملكة أخرى وحين يقول الحق كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل فالذين يسمعون هذا سينفعلون انفعالات مختلفة فالشبعان من الناس لن يلتفت إلى هذه المسألة بانتباه بالغ ومن عنده بعض الطعام فإن نفسه قد تتحرك إلى ألوان أخرى من الطعام أما من ليس عنده طعام فلسوف يلتفت بانتباه شديد ليتعرف على الحلال من الطعام والحرام منه.
إذن فقبل أن يأتي الله بالحكم الذي يحلل ويحرم هذا الحكم الذي يثير عند الجائع شجن الافتقار وشجن ذكر الطعام الذي يسيل له لعابه إن الحق قبل أن يحرك معدما على غير موجود معه فإنه يحرك معطيا على موجود معه لذلك فقبل أن يأتي الحق سبحانه ويذكر الطعام وقبل أن يقلب الأمر على النفس الإنسانية التي لا تجد طعاما نجد الرسول قد نطق قبلها بما أنزله عليه الحق لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. فبتداعي المعاني في النفس الإنسانية يكون سبحانه قد حرك ملكة واجدة ومالكة قبل أن يحرك ملكة معدمة. وهكذا يكون التوازن الذي أراده الله في الكون المخلوق له.

إنه رب يحكم كونه فلا ينسى شيئا ويذكر شيئا. لا يضل ربي ولا ينسى إن كل شيء في علمه كما قدره وهو الخلاق القدير العليم وهو لا يذكر بعضا من الخلق وينسى بعضا آخر فهو قد كتب العدم لحكمة وأعطى النعمة لحكمة.
لقد جعل الفقير عبرة ولكنه لم يتركه وذلك حتى يرى كل إنسان أن القدرة على الكسب ليست إلا عرضا زائلا فمن الممكن أن يصبح القادر الآن عاجزا بعد دقائق أو ساعات ومن الممكن أن يصبح القوي ضعيفا فإذا ما علم القوى أو القادر ذلك فإنه يتحرك إلى إعطاء الآخرين حتى يضمن لنفسه التأمين الإلهي لو صار ضعيفا فيعطيه الأقوياء فعندما يأمر الله الأقوياء بأن يعطوا وينفقوا فإن عليهم إن يستجيبوا لأن الواحد منهم لو صار ضعيفا فسوف يأخذ.
 

تم نسخ الرابط