قصة حقيقة حصلت في دمشق الجمعة 23/يونيو/2023 - 08:42 م 6/23/2023 8:42:53 PM المحتويات الصفحة 2 من 2 صفحة صفحة 1 صفحة 2 تفضل واشرب شاي ورَوّق بسيطة يا إبني.جمع التاجر ما وَزَنهُ من كعك وبرازق وغريبة فيكيس ورق وقال لي: خذ هذا الكيس يا إبني وفيالمرة الجاية بتسدد لي ثمن ما إشتريت؛ الناسلبعضها يا إبني.قلت: يا سيدي أنا قد لا أعود لدمشق إلا بعد فترةطويلة وأنا أعتذر لأنني لا أحب الإستدانة.قال: أنا متأكدٌ يا إبني بأنك ستعود وتسدد لي ثمنالبضاعة ؛ وأصرَّ عليّ أن أحمل كيس البضاعة.أخذت الحلويات وكلّي خجل من هذا الموقف.وودعته هو وابنه وغادرت المحل؛ وبعد أن مشيتمسافة بالسوق وإذا بإبن التاجر يناديني فتوقفت.قال لي: لقد وجد والدي خمس ليراتك بأرض المحلويبدو أنها قد وقعت منك وأبي قد خصمَ منها ثمنالحلويات وهذا الباقي تفضل.كانت فرحتي كبيرة لأني لم أحمل دينًا في رقبتيمن ناحية؛ ولأنني سأستطيع دفع أجرة الباص للعودةإلى السويداء دون الطلب من أحد لأنني لا أملكغيرها.عندها فرحت كثيرا وشكرت الولد وأرسلت معهشكري لوالده؛ ووضعتُ باقي المبلغ في جيبي وأناسعيد جدًا. وصلتُ إلى بيتنا في السويداء وعندما أدخلت يديفي الجيب الخلفي للسروال الذي كنت ألبسه تفاجأتبأن الخمس ليرات في هذا الجيب الذي لم أبحثفيه ؛ فقصصت على والدي ما حدث لي في دمشقفابتسمَ وقال لي:يا إبني تجار الشام وحلب هم تجار أبًا عن جدويحملون كل معاني الإنسانية ؛ وعليك يا بنيّ أن تعيدالخمس ليرات للتاجر فهي دين في رقبتك وستأخذمعك خبز ( مُلوّح ) من خبز والدتك لتكون هدية لهوأن تدعوه لزيارتنا.وفعلًا في الأسبوع الثاني حملت معي ( خبز والدتيالملوّح ) وخمس ليرات الدين.عندما رآني التاجر من بعيد رأيت على وجههإبتسامةً ؛ وعندما إقتربت منه قال لي: ألم أقل لكَبأنك ستعود !! والآن خذ معك هذا الكيلو الهريسة وسلّم لي على والدك وعلى أهل السويداء.وبعد طول هذه الفترة الطويلة ما زال وجه ذاك التاجر وإبنه أمام عيني ؛ ولن أنساه ما حييت فقد أعطاني الكعك والبرازق والغريبة ؛وإنتبه أنني لا أمتلك غيرالخمس ليرات الورقية ؛ ولن يكون معي أجرة الطريق ؛فأرسل لي مع إبنه مبلغًا يعينني على دفع أجرة الباص للوصول لمدينتي السويداء … متابعة القراءة الصفحة 2 من 2 صفحة صفحة 1 صفحة 2 شارك